قولوا لـ”هيونداي” كفى

لأنّ “مايكروسوف” و”غوغل” تحتلّان صدارة الأخبار المتعلّقة بالشراكة مع كيانات إسرائيليّة وخدمة الاحتـ ـلال في المجال التكنولوجي والذكاء الصناعي، فإنّ مدى دور شركات أخرى مثل “هيونداي” الكورية، لا يظهر على الملأ كثيرًا.

لكنّ ذلك لا يقلّل من أهمّيّة وخطورة الدور الذي تلعبه معدّات “هيونداي” (هي وشركة “كاتربيلر” الأميركيّة)، في توفير الجرّافات التي يستخدمها الاحتـ ـلال الإسرائيلي في تدمير بيوت المدنيين في غزّة والصفّة الغربيّة، وربّما في جنوب لبنان أيضًا.

في كلمة المقرّرة الخاصّة للأمم المتّحدة المعنيّة بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتـ ـلّة فرانشيسكا ألبانيزي، أمام مجلس حقوق الإنسان مؤخّرًا، ورد اسم “هيونداي” بين الشركات العالميّة العملاقة الستين التي تساند “إسرائيل” في الاحتـ ـلال عبر “اقتصاد الإبـ ـادة الجماعيّة”، إلى جانب “غوغل” و”مايكروسوفت” و”أوبن ايه آي” وبنوك مثل “باركليز” البريطاني و”بي إن بي” الفرنسي وشركات التأمين مثل “أليانز”.

صحيح أنّ “هيونداي” ثاني كبريات الشركات الكوريّة الجنوبيّة، ورابع أكبر مصنّعي السيّارات في العالم، ولها حضور في نحو 200 دولة، لكنّها تصنع أيضًا جرّافات في إطار صناعتها الثقيلة، ولها وكيل في “إسرائيل” يؤمّن للاحتـ ـلال هذه الجرّافات التي يستخدمها في عمليّات التجريف المتسارعة للبيوت الفلسطينية في أنحاء الضفّة الغربيّة، ومن المعتقد أنّها تستخدم أيضًا في غزة.

في آذار/مارس الماضي، طالبت “منظّمة العفو الدوليّة” شركة “هيونداي” بقطع صلاتها بشكل عاجل بجـ ـرائم الحـ ـرب المرتكبة، والتي تساهم في تهجير الفلسطينيين وتعزيز الاستيطان الصهـ ـيوني.

هذا ليس تفصيلًا.

ساهمت “هيونداي” إلى جانب الشركات الأخرى، بذلك، في تسهيل تمكّن “إسرائيل” من استخدام قوّتها المفرطة في جوانب موازية في الحـ ـرب الشاملة التي أتاحت لإسرائيل إلقاء 35 ألف طن من المتفـ ـجّرات على غزّة، ما يعادل 6 أضعاف القوّة التدميريّة للقنبلة النوويّة التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية.

لـ”هيونداي” مصالح هائلة وحضور في أسواق الدول العربية بمجملها والآلاف من سيّاراتها تجوب شوارع لبنان وشوارع العرب. لو أنّ العرب لم يسقطوا سلاح المقاطعة، لكانت كوريا الجنوبيّة “حسبت ألف حساب” قبل أن تستهين بهذا الشكل بأرواح الفلسطينيّين واللبنانيّين والسوريّين، وأرزاقهم وحياتهم.

هل يبدو من العبث المناداة بمقاطعتها-طالما أمكن-؟
أو قولوا لها “كفى”.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top