جرس إنذار… للأردن

هناك خشية من أنّ الأردن سيكون عرضة لشرارات تداعيات العـ ـدوان الإسرائيلي على إيران، خصوصًا إذا نفّذ الرئيس الأميركي ترامب تهديده، بالانخراط فيه ورفع سقف المواجهات.

صحيح أنّ الإيرانيّين لوّحوا بإمكانيّة استهـ ـداف القواعد العسكريّة الأميركيّة في المنطقة، لكن ما يتبادر إلى الذهن فورًا، أنّ المقصود هو القواعد الأميركيّة في دول الخليج المجاورة لإيران، وفي العراق.

لكنّ بعض الخبراء يعتقدون أنّ ضرب الخليج قد لا يكون سيناريو الردّ الإيراني الفوري، وأنّ هذا الخيار قد يأتي في المرحلة اللاحقة من الاشتباك الواسع، وذلك لاعتبارات عدّة، بينها أنّ طهران احتفظت بعلاقات جيّدة مع “جيرانها” المباشرين على الضفّة الأخرى من الخليج، خصوصًا مع السعوديّة والإمارات وعمان وقطر، وقد لا تضطرّ إلى توجيه ضرباتها إليهم مباشرة الآن، طالما أنّ الخليجيّين قدّموا تطمينات بنأيهم بأنفسهم عن تقديم أيّ تسهيلات للإسرائيليّين وللأميركيّين في هذه الحـ ـرب.

الأردن لم يفعل. بل إنّه منخرط حاليًّا بشكل فعّال في إحباط الهجمات الإيرانيّة مثلما فعل في نيسان/أبريل 2024، وفي أكتوبر/تشرين الأوّل 2024، ثمّ التصدّي في حزيران/يونيو 2025، أو بأحسن الأحوال سمح للأميركيّين والإسرائيليّين بالتصدّي للمسيّرات والصـ ـواريخ الإيرانيّة من سماء المملكة.

مواقع تتبّع حركات الطيران الجوّيّة ترصد منذ أيّام نشاطًا مكثّفًا للطائرات العسكريّة الأميركيّة من الأراضي الأميركيّة نفسها، باتجاه المنطقة، ومن المعتقد أنّ بعضها تمركز في “قاعدة موفق السلطي” الجوّيّة في… الأردن، تحسّبًا لتطبيق قرار ترامب بالتدخّل مباشرة.

قد يبدو من البديهي أنّ هناك في مراكز القرار العسكري الإيراني من يرى في الأردن طرفًا نشطًا في عرقلة دفاع إيران عن نفسها.

وإلى جانب قاعدة “موفق السلطي الجوّيّة” المعروفة أيضًا باسم “قاعدة الأزرق” (في شمال الأردن)، هناك “قاعدة الملك عبد الله الثاني” الجوّيّة، والقاعدة الملكيّة في العقبة، وقاعدة القويرة (الجنوب)، وقاعدة الأمير حسن الجوّيّة، وقاعدة الملك فيصل الجوّيّة، وقاعدة “البرج 22” داخل الأردن، بالقرب من قاعدة التنف داخل سوريا (القريبة من العراق)، حيث ترتبط المملكة باتفاقات وتفاهمات تعاون عسكري وأمني واستخباراتي مع الولايات المتّحدة وبريطانيا وفرنسا.

هذا جرس إنذار.. ما لم يستدرك نظام الملك، ذلك.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top