ظاهرة لافتة سُجّلت في اليومين الماضيين. 3 وساطات خليجيّة “أثمرت” نتائج بشكل أو بآخر.
ومن الواضح أنّ دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديدًا، دولة الإمارات، والسعوديّة وقطر، تعيد إنتاج صورتها، وقواها “الناعمة” بما في ذلك دبلوماسيّتها الخارجيّة.
وبغضّ النظر عن الأهداف المرجوّة، فإنّ تزامن الحديث عن مظاهر ونتائج لـ”وساطات” و”أدوار” للسعوديّة والامارات وقطر في وقت واحد تقريبًا، يعكس المدى الذي بلغته، في تفعيل أدوارها وحضورها.
مثلًا، “رويترز”، قالت إنّ الإمارات أنشأت قناة سرّيّة لإجراء “محادثات غير مباشرة” بين سوريا و”إسرائيل” تركّز على قضايا أمنيّة واستخباراتيّة ومكافحة الإرهـ ـاب، وبناء الثقة بين الطرفين، وإنّ هذه الجهود بدأت بعد أيّام من زيارة الرئيس السوري المؤقّت الجولاني/ الشرع إلى الإمارات في 13 نيسان/أبريل، وتركّز حاليًّا على “مسائل فنّيّة”، لكنّها لا تشمل الشؤون العسكريّة، خصوصًا تلك المتعلّقة بما يفعله الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.
وبالتزامن على ما يبدو، كانت سلطنة عمان تقود اتصالات من خلف الكواليس، أفضت إلى إعلان الرئيس الاميركي ترامب فجأة الثلاثاء الماضي، الوقف الفوري للضربات الجوّيّة الأميركيّة في اليمن، بينما خرجت وزارة الخارجيّة العمانيّة بعدها لتؤكّد أنّ “جهود السلطنة أسفرت عن التوصّل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين واشنطن والسلطات في صنعاء”.
في الوقت نفسه، ظهرت معلومات أيضًا بأنّ وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان (ربّما خلال زيارته قبل أسبوعين إلى طهران) حمل طلبًا سعوديًّا لإيران لاستخدام نفوذها للضغط على حركة “أنصار الله” اليمنيّة من أجل خفض التوتّر في البحر الأحمر، حيث أشار موقع “جادة إيران” إلى أنّ طهران أيضًا لعبت دورًا إيجابيًا وبنّاءً في التمهيد للتفاهم بين واشنطن وصنعاء. السعوديّة للعلم أيضًا قادت وساطة عالميّة الطابع بين روسيا وأوكرانيا مؤخّرًا.
وبالتزامن أيضًا، خرج المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة القطريّة ليبدّد التكهّنات بأنّ الدوحة قد تعلن وقف وساطتها حول حـ ـرب غزة، حيث أكّد استمرارها قائلًا إنّ جهود الوساطة القطريّة -المصريّة -الأميركيّة، هي التي أفضت لإطلاق سراح أعداد من الأسرى أكبر ممّا تمّ من خلال العمل العسكري من جانب إسرائيل، مشدّدًا على دور قطر كوسيط نزيه مشهود له دوليًّا.