الجولاني إلى بغداد: إنّها مشكلة!

هناك مشكلة تلوح في أفق السياسة في العراق. أحمد الشرع/الجولاني مدعوّ، كما أعلن رئيس الوزراء العراقي محمّد شيّاع السوداني، إلى القمّة العربيّة المقرّرة في بغداد في 17 أيّار/مايو المقبل.

صحيح أنّ قادة لبنان لم يتأخّروا طويلًا لمقابلة الشرع ومصافحته بصفتهم السياسيّة، لكنّ العراق تأخّر، وكان المسؤول العراقي الأوّل الذي يزور دمشق لمقابلته يحمل صفة أمنيّة: رئيس المخابرات حميد الشطري في كانون الأوّل/ديسمبر الماضي.

سياسيّو العراق كانوا حذرين ولهذا كان قرارًا حكيمًا إيفاد مدير المخابرات أوّلًا لمحاولة فهم هذا الرجل ونواياه. فهذا رجل يعرف كيف “يتكيّف” مع الأحداث والمواقع والأفكار. وهو كما قالت مجلّة “ايكونوميست” مثلًا عنه حمل أيضًا أسماء مثل أسامة العبسي الواحدي، وعدنان علي الحاج، وأبو محمّد الجولاني، ونجا حتّى الآن لأنّه شخص متقلّب مثل “الحرباء”.

هذا هو الجولاني.. جزئيًّا.

الوزير العراقي الأسبق (تولّى وزارة الداخليّة أيضًا) باقر الزبيدي كانت له مقابلة مؤخّرًا مع قناة عراقيّة لم تحظ بالاهتمام الكافي، لأنّ الإعلام الغربي والعربي عمومًا منهمك بتعزيز “تبييض” صفحة الجولاني وتاريخه. قال الزبيدي “الأميركيّون تجسّسوا علينا وسبقونا إلى ديإلى حيث أمسكوا الجولاني ونقلوه إلى معكسر بوكا. وقلت لجنرال أميركي هذا الرجل نحن نريده، فرفض وقال لنا إنّهم نقلوه إلى بوكا لانتزاع معلومات منه. الأميركيّون حقّقوا معه ولم يعطونا المعلومات حوله. وقبل العام 2014 نقلوه إلى سجن أبو غريب الذي جرت فيه عمليّة تهريب لمجموعة من السجناء ونقلوا بسيّارات وهو (الجولاني) كان واحدًا منهم. وذهب بعدها إلى سوريا.. الجولاني كذّاب ولم يقـ ـاتل الأميركيّين”.

الوساطة القطريّة المفاجئة التي جمعت السوداني والجولاني في الدوحة قبل أيّام، لم تأخذ بالاعتبار على ما يبدو حساسيّة العراقييّن إزاء الجولاني الذي تورّط في دمهم لسنوات على الأرض العراقيّة قبل انتقاله مكلّفًا من أبو بكر البغدادي إلى سوريا.

لم تعلّق رئاسة الوزراء في العراق على اللقاء بين السوداني والجولاني. هناك استياء بين قوى سياسيّة في العراق، وتململ شعبي وتهديدات بمنع الجولاني من المجيء إلى القمة العربيّة باعتبار أنّه مطلوب للعدالة. أمّا “الرئاسة السوريّة” فقد أصدرت بيانًا مطوّلًا حول اجتماع الدوحة بوصفه “خطوة مهّمة لبناء علاقات متوازنة”.

بعض “قادة” لبنان غفروا… من سيغفر له بين العراقيّين؟

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top