التصريحات والرسائل المتبادلة بين إيران والولايات المتّحدة، أو على الأقلّ ما يعلن عنها، توحي بأنّ هناك ما يجري، وربما ينتظر النضوج.. أو الانهيار.
الكاتب والصحافي الإيراني علي منتظري له ملاحظات مهمّة قدّمها لـ”المرفأ”، كالتالي:
– لا تثق الحكومة الإيرانيّة وقيادتها، المتمثّلة في آية الله خامنئي، بقناة التواصل الإماراتيّة. لهذا السبب، تسلّموا رسالة الرئيس الأميركي ترامب عبر الوسيط الإماراتي (أنور قرقاش)، لكنّهم أرسلوا الردّ إلى الجانب الأميركي عبر الوسيط العماني.
– لم تحمل سلطنة عمان في أيّ وقت مضى، ولن تحمل، رسالة تهديد إلى إيران. ومن المحتمل جدًّا أن يكون الردّ الأميركي الجديد (المقبل) على رسالة طهران خاليًا من التهديدات، خلافًا للرسالة الأولى التي بعث بها ترامب (في الأسبوع الأوّل من آآذار/مارس)، والتي كانت مليئة بتهديدات صريحة ضدّ إيران.
– المرحلة القادمة من الردّ على رسالة إيران ستكون بنّاءة، حيث سيقوم العمانيون بدورهم في التوسّط لتحقيق ذلك. لهذا السبب، هناك تفاؤل في الدبلوماسيّة الخارجيّة الإيرانيّة بشأن مستقبل تبادل الرسائل بين إيران واميركا.
– كلّما دخلت عمان رسميًا وعلنيًّا في وساطة بين إيران والغرب، كانت النتائج مقبولة. وهذا الأمر كان واضحًا تمامًا في الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران ومجموعة 5+1.
– كانت عمان في الغالب وسيطًا في المفاوضات النوويّة، ونادرًا ما كانت هناك مفاوضات غير نوويّة بين إيران والغرب عبرها. وهذا يدلّ على أنّ المحادثات بين إيران والولايات المتّحدة ستدور بلا شكّ في مرحلتها الأولى حول القضايا النوويّة، ولن يتمّ طرح قضايا أخرى مثل المسائل الإقليميّة أو الصـ ـواريخ في هذه المرحلة أبدًا. وهذا هو الموقف الرسمي لإيران وقيادتها، ممثّلة بآية الله خامنئي، ومن المستبعد أن توافق إيران على التفاوض بشأن هذه الأمور.
-أعلنت إيران أنّها، في ظل السياسة الحالية للولايات المتّحدة المتمثّلة في العقوبات والتهديدات والضغوط، لن تجري مفاوضات مباشرة مع واشنطن، لكنّها تبقي الباب مفتوحًا للحوار غير المباشر كما في السابق. يبدو أنّ طهران تريد أوّلًا اختبار حسن نيّة ترامب وجدّيته، وإذا تلقّت ردًّا إيجابيًّا، فقد تدخل في مفاوضات مباشرة.