أكثر من 3 شهور مضت على نهاية الحرب الاسرائيلية الموسعة على لبنان. حتى الان، لم تعلن اي دولة عربية عن دعم مالي محدد من اجل اعادة الاعمار، بخلاف ما جرى بعد حرب 2006.
الفارق ربما ان المقاومة خرجت قبل 18 عاما، بصورة بدت معها اكثر تماسكا.
بمعنى أخر، ظلت الحكومات العربية (التي انتقد بعضها عملية اسر الجنود الاسرائيليين وقتها) تنظر الى لبنان باعتباره منيعا، واحتفظ –برغم الدمار- بقدرته على البقاء قويا مقاومة وشعبا وحكومة، وان “الحزب” لا يزال حاضرا، ولهذا فان الغياب عن اعادة الاعمار، لن يكون محمودا في السياسة والامن والمصالح (كل الدول العربية بما فيها الخليجية، بالاضافة اميركا نفسها، والاتحاد الاوروبي ساهموا في الاعمار).
الحسابات العربية (والاميركية) الان مغايرة. يرى بعض العرب الان ان لبنان لا يحمل عناصر القوة الثلاثية ذاتها كما في العام 2006، ولهذا يراهن بعضهم على انتزاع تنازلات في السياسة والامن والمصالح (اقلها اخراج لبنان من معادلة العداء لاسرائيل)، الى جانب طبعا انتظار الوجهة الاميركية حول ملف الاعمار.
ولهذا، ولاسباب اخرى ايضا، غابت اي اشارة الى “اعادة الاعمار” او الدعم الاقتصادي للبنان عن البيان الختامي للقمة العربية في القاهرة، مقابل الاكتفاء بالاشارة الى “الوقوف مع الجمهورية اللبنانية وأمنها واستقرارها وسيادتها”، الى جانب “التأكيد على ضرورة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بجميع بنوده والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701، وإدانة الخروقات الإسرائيلية لهما، ومطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان إلى الحدود المعترف بها دوليا، وبتسليم الاسرى المعتقلين في الحرب الأخيرة والعودة إلى الالتزام بمندرجات اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل لعام 1949”.
وفي المقابل، هناك خطة عربية مفصلة مؤلفة من 90 صفحة، تتعلق باعادة اعمار غزة، تتعلق بعدة مراحل، وتبلغ كلفتها اكثر من 50 مليار دولار. لكنها تتطلب ايضا إقصاء حركات المقاومة الفلسطينية عن السلطة ونزع سلاحها.
يجري ذلك برغم ان لبنان اظهر التزاما بوقف اطلاق النار، وانتخب رئيسا للجمهورية، وشكل حكومة جديدة، ونشر الجيش في جنوب الليطاني، بينما يؤكد رئيسا الجمهورية والحكومة ان لبنان متمسك بالحضن العربي المفترض.
قوة لبنان في ضعفه؟ أم بمناعته ومقاومته؟