تشهد الأوساط الإسرائيليّة حالة من التشاؤم بشأن إمكانيّة استكمال مراحل الصفقة المقبلة، حيث تزداد التعقيدات في المفاوضات. وتشير التقديرات إلى أنّ التوصّل إلى اتفاق سيكون أكثر تعقيدًا من المرحلة الأولى. حركة حماس، التي لا تزال تسيطر على الجوانب المدنيّة والعسكريّة في قطاع غزّة، لن تقبل بسهولة بإطلاق سراح جميع المحتجزين، بينما تجد “إسرائيل” نفسها أمام تحدّي الالتزام بوقف إطلاق النار من دون تحقيق أهدافها المعلنة.
وفي هذا السياق، أشار المبعوث الأميركي، ويتكوف، أمس إلى أنّ المرحلة الثالثة من الاتفاق قد تكون غير قابلة للتحقّق. وفي ما يتعلّق بحركة حماس، تشير الشكاوى إلى أنّ “إسرائيل” لم تسمح حتّى الآن بدخول معدّات الحفر والإعمار إلى قطاع غزةّ، ممّا يثير تساؤلات حول نيّة “إسرائيل” في السماح بعمليّة إعادة الإعمار ورفع الأنقاض. هذا يعكس احتماليّة وجود نيّة لعدم تنفيذ الاتفاق بالكامل والالتزام بالجداول الزمنيّة المحدّدة.
على الصعيد العملي، لا تتركّز الجهود التفاوضيّة على التوصّل إلى تفاهم مباشر مع حماس، بل تسعى “إسرائيل” لإيجاد صيغة مقبولة للولايات المتّحدة، وهو ما يتضّح من الاجتماعات المستمرّة للمبعوثين الأميركيّين في المنطقة. في وقت تسعى فيه “إسرائيل” لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، تبقى تفاصيل هذه الجهود غامضة، ممّا يعكس حالة من التردّد والارتباك في استراتيجيّتها. هذا التردّد يفضح صعوبة في تحديد مواقفها الحاسمة، خصوصًا في ما يتعلّق بالانسحاب من محور فيلادلفيا، ويعكس فشلًا في التقدّم الفعلي في هذا الصراع.