نادرًا ما تتحدّث السيّدات الأوائل في دول منطقتنا، وإذا تحدّثن في السياسة والمجتمع والاقتصاد، فغالبًا لا يصبن الهدف، اللّهم إلّا إذا تحدّثن في سطحيّات الأمور.
شاناز ابراهيم احمد، السيّدة الأولى في العراق، قامت باستثناء مهمّ. فتحت النار فعليًّا على الغزو التركيّ لشمال العراق، بينما العالم، ومسؤولو السياسة في العراق، يلوذون بالصمت.. أو التواطؤ.
يفترض بالسيّدات الأوائل أنّهنّ كاتمات أسرار أزواجهنّ. مطّلعات على الخبايا التي لا تُحكى.. السيّدات الأوائل، متكتّمات عادة. شاناز أحمد لم تكن كذلك هنا.
في مقال لها في مجلة “نيوزويك”، تساءلت شاناز أحمد، وهي زوجة رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، “لماذا لا أحد يتكلّم.. سيادة العراق في خطر”. اتّهمت السيدة الأولى، تركيّا بالتسّبب بأزمة نزوح جماعيّ من قرى محافظة دهوك (إقليم كردستان) من خلال هجماتها وإقامة نقاط تفتيش ودوريّات “تحت ستار مطاردة حزب العمال الكردستانيّ”.
800 هجوم على “إقليم كردستان” حتّى الآن في العام 2024، و500 قرية هُجّر أهلها منذ العام 2020.
شاناز أحمد هي أيضًا كاتبة، وعضو في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وتتقن اللغات الفارسية والإنكليزية والكردية والعربية، ووالدها، إبراهيم أحمد، كان روائيًّا وسياسيًّا. شقيقتها هيرو، كانت متزوجة من الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني. وفي الوقت نفسه، معروفة بمواقفها الجريئة ودفاعها عن العدالة الاجتماعية وحقوق الناس ورعايتها للأيتام منذ أكثر من 30 سنة.
وتقول الآن إنّ ما يفعله الرئيس التركي فعليًّا، هو احتلال، يشبه ما يفعله في الشمال السوريّ باسم “المنطقة الآمنة” منذ العام 2011.
ومما قالته شاناز أحمد:
“يستحق الجمهور العراقي أن يعرف كيف ولماذا ومن أعطى الإذن لجارتنا بإقامة نقاط تفتيش وتمركز مئات القوّات في دهوك. ويحتاج الشعب العراقي إلى معرفة عبور أكثر من 300 دبّابة عسكريّة ومئات الجنود الأتراك الذين أقاموا نقاط تفتيش بين القرى الكردية والأشورية في دهوك…يجب على كلّ من الحكومة الاتّحادية (في بغداد) والمحليّة (في أربيل) أن ترفض بشكل لا لبس فيه الاحتلال التركي المتزايد لبلادنا وأن توضّح لأنقرة أنّ وجودها العسكريّ غير شرعيّ، وأنّ قوّاتها ليس لديها سلطة لتهجير مواطنينا من منازلهم وقراهم”.
“حكومتا بغداد وأربيل متقاعستان في أحسن الأحوال، ومتواطئتان في أسوأ الأحوال لأنّ كلاهما صامت… ومن حقّ المواطنين أن يتساءلوا عن الأسباب”.