تنقسم المستوطنات المحاذية لقطاع غزّة ضمن ثلاثة مجالس إقليميّة تتوزّع وتنتشر داخلها المستوطنات في هذه المنطقة، وهذه المجالس موزّعة كالتالي: “مجلس أشكول” ويمتدّ على مساحة 380 كم مربّع، الثاني “مجلس أشكلون” ويقع على 175 كم مربّع، والثالث “مجلس شاعر هنيغف” ويمتدّ لمساحة 180 كم مربّع.
تسلّل المقاومون الفلسطينيّون صباح السابع من أكتوبر لحدود المستوطنات الصهيونيّة المحيطة بقطاع غزّة جوًّا وبرًّا وبحرًا؛ مخترقين بذلك السياج الأمنيّ الفاصل بين المستوطنات والقطاع بدءًا من حاجز ايرز الحدوديّ وموقع 16 العسكريّ، وقاعدة زيكيم ومقرّ فرقة غزّة التابع للجيش الصهيونيّ في ريعيم، وسيديروت، بئيري، مستوطنة صوفا، موقع كرم أبو سالم، كفار عزة، وأوفاكيم الواقعة على بعد 30 كم من شرق غزّة، وقد تزامن ذلك مع قصف المقاومة من داخل القطاع للمستوطنات المحاذية له، أو ما تسمّى بــِ ” مستوطنات غلاف غزّة” وهي: أسدود، عسقلان، زيكيم، سيديروت، ناحل عوز، كيسوفيم، كريات ملاخي، كريات غات، ومحيط ديمونا.
بسبب الاشتباك برًّا وجوًّا عبر الصواريخ، بدأت عمليّات إخلاء المستوطنين من هذه المستوطنات وإخراجهم من شمال قطاع غزّة نحو جنوبه؛ بسبب تمركز نقاط الاشتباك في منطقة شمال غزّة، وقد أدّت عمليّات الإخلاء القسريّة هذه إلى إفراغ عدّة مستوطنات بشكل كامل منها ” سيديروت”. وعليه فمن إعادة انتشار للمستوطنات والمستوطنين فيها خلال عام 2005 لإعادة السيطرة على الأراضي الفلسطينيّة والاستيطان فيها إلى إعادة إخلاء قسري مرّة أخرى وانتشار خارج محيط المستوطنات الواقعة تحت مرمى صواريخ المقاومة ونقاط الاشتباك خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، هو ما عمل على تشتيت مجموعات كبيرة من المستوطنين وتفكيك أحد أهم عناصر السيطرة الاستعماريّة وهو الأرض.