باستقالة ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، اثنين من حكومة الطوارئ برئاسة بنيامين نتنياهو وهما: الوزيران في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت، كما ومسؤول ثالث وهو قائد فرقة غزّة في الجيش العميد آفي روزنفيلد، فإنّ التحليلات تذهب نحو مصير حكومة الطوارئ هذه وأثر هذه الاستقالات على نتنياهو.
تضمّ حكومة الطوارئ -حكومة الحرب- التي تمّ تشكيلها عقب حرب طوفان الأقصى كل من: نتنياهو وغالانت وغانتس و3 أعضاء مراقبين هم: غادي آيزنكوت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر وزعيم حزب شاس آرييه درعي. ومع استقالة اثنين من أعضائها فإنّ التقديرات حسب ما تناقله الإعلام الإسرائيلي تذهب نحو قيام نتنياهو بحلّ هذه الحكومة أو قبول طلب وزير الأمن المتطرّف بن غفير بالانضمام لهذه الحكومة المصغّرة، فيقع نتنياهو بين الخيارات المتاحة إمّا حلّ أو أعضاء جدد. إلا أنّ وزن الأعضاء المستقيلين يرتبط بكون غانتس يمثّل تيار معارضة وينافس نتنياهو باستطلاعات الرأي على صعيد المجتمع الإسرائيلي، وحسب هذه الاستطلاعات فإنّ أيّ انتخابات سترجّح فوز غانتس على نتنياهو.
وعند الحديث عن وزن وثقل المسؤولين المستقيلين فإنّ الأمر يرتبط بعاملين: الأوّل وهو وزنهم على صعيد المجتمع الإسرائيلي حسب استطلاعات الرأي وتحديدًا غانتس الذي يعدّ منافس نتنياهو الأول، والعامل الثاني هو صورة المستقيلين لدى حلفاء “إسرائيل” الدوليين ومنهم الولايات المتّحدة الأميركيّة، فعند استقالتهم تصبح الحكومة إسرائيليًّا وفق معاييرهم أكثر تطرّفًا وعشوائية. أمّا على الصعيد الفلسطيني فإنّ الاستقالات لا وزن لها وذلك لأنّ مبدأ المستقيلين لا يختلف عن الحاليين في الحكومة بكونهم جميعًا متّفقين على إبادة الفلسطينيّين. لذلك فإنّ الحديث عن وزن الشخصيّات هو حديث يراعي التحالفات الحزبيّة داخل “إسرائيل” وعلاقتها بالحلفاء فقط، وليس على صعيد انعكاس ذلك على خيارات الفلسطينيّين الذين يواجهون حرب الإبادة. وعلى صعيد التحالفات الحزبيّة فقد صرّح سموتريتش بأنّ استقالة غانتس لن تؤثّر على الحرب وإنّهم ماضون بها معه وبدونه، وأنّ استقالته لا تمثّل سوى خدمة لمحور الأعداء وليس لمصلحة إسرائيل كما صرّح غانتس عن الهدف منها.
ويركّز الإعلام الإسرائيليّ على استقالة غانتس أكثر من المسؤولين الآخرين بسبب موقع غانتس التنافسي مع رئيس الحكومة الحالية بنيمين نتنياهو واحتمالية خسارته لرصيده السياسي لصالح المعارضة التي يمثّلها غانتس، مع وجود أطراف معارضة أخرى مثل يائير لابيد. أمّا عن استقالة مسؤول فرقة قطاع غزّة فهي تعدّ الاستقالة الثانية منذ بداية الحرب نتيجة الفشل في منع حدوث الطوفان حسب الرؤية الإسرائيليّة، فقد سبقه بالاستقالة مسؤول شعبة الاستخبارات العسكرية في أبريل/نيسان الماضي.