قال مصدر دبلوماسي عربي لـ”المرفأ” أنّ الرعاية القطريّة لأحمد الشرع الذي كان يعرف باسم “أبو محمد الجولاني”، بدأت فعليًّا في العام 2013، وأنّ خطّ التواصل المباشر معه فُتح عن طريق حمزة المصطفى الذي أصبح وزيرًا للإعلام في الحكومة السوريّة الحاليّة.
وبحسب المصدر، فإنّ قطر بدأت تنفيذ الخطة لتحقيق فكرة “الانفتاح” على الجولاني الذي كان ينادي بتطبيق في سوريا، وقد اشتدّت قّوته فيمواجهة الفصائل “الجهاديّة” و”التكفيريّة” المسلّحة الأخرى، وأخضعها، أو قضى عليها، بما في ذلك الفصائل الأقل إسلاميّة بأيديولوجيّتها، ضمن مجموعات “الجيش السوري الحر”.
وأوضح المصدر عزمي بشارة الذي كان “عرّاب ومهندس” الآلة الإعلاميّة القطريّة الصاعدة، عقد اجتماعًا في العام 2013 مع المسؤولين والباحثين في “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، ومقرّه العاصمة القطريّة الدوحة، لمناقشة الحرب السوريّة ولاعبيها الأساسيّين، وأبلغ الحاضرين بأنّ هناك ضرورة للعمل على “استمالة” الجولاني واحتوائه، بما يخدم أهداف قطر في الحـ ـرب.
وأشار التقرير إلى أنّ عزمي بشارة طلب تحديدًا من حمزة المصطفى، باعتباره الأكثر خبرة بالملفّ السوري داخل مركز الدراسات، فتح قناة التواصل الأولى مع الجولاني، لاستقطابه، وهي عمليّة أثمرت لاحقًا عن تنظيم أوّل ظهور إعلامي للجولاني على “قناة الجزيرة” في 19 كانون الأوّل/ديسمبر العام 2013، ثمّ تبعتها مقابلة ثانية العام2015 .
وبحسب المصدر، فإنّ من متطلّبات المرحلة الجديدة لتبييض صورة الجولاني وتهيئته، تطلّبت إعلان فكّ ارتباط “جبهة النصرة” عن تنظيم القاعدة ولو اسميًّا، وذلك في العام 2016، لكنّ استمرار الجـ ـرائم والمـ ـذابح بما في ذلك استهداف المجتمعات المدنية بالتفـ ـجيرات والقـ ـصف، استدعى مجدّدًا الخروج من عباءة “النصرة” إلى التحالف الأوسع باسم “هيئة تحرير الشام”.
وتابع المصدر أنّ حمزة المصطفى نجح في نسج هذه العلاقات والتحوّلات كأوّل منّسق لهذه التحوّلات ما بين عزمي بشارة-الدوحة، والتي ارتقت لاحقًا إلى علاقات مباشرة بين مسؤولين قطريّين وبين الجولاني. ولفت إلى إنّ تعيين حمزة المصطفى لم يكن عبثيًّا أو صدفة. وذكّر بأنّ استبعاد اسمه من تشكيل الحكومة الأولى والتي شكّلها الشرع/الجولاني، كان إدراكَا منه أنّها لن تستمرّ طويلًا، ولهذا عيّن في الحكومة الثانية المشكلة في 29 آذار/مارس 2025 التي يفترض أن يستمرّ عملها لعدّة سنوات.









