عانقوا شعبكم ليعود إليكم

إذا أردتم أن يعود الناس إليكم، عليكم أن تكونوا أوّل من يذهب إليهم. الدولة ليست مجرّد مؤسّسات وأبنية، بل هي تفاعل حيّ مع نبض الناس، مع أفراحهم وأتراحهم، مع آلامهم وآمالهم.
أسئلة كثيرة طرحها رئيس مركز الدوليّة للمعلومات جواد عدرا تستحقّ النقاش والبحث عن أجوبة لها.
في يوم تشييع السيّـ ـد حـ ـسـ ـن نـ ـصر الله، كان الجميع ينتظر من الرؤساء أن يرفعوا أيديهم ليمسحوا دموع الشعب، وأن يقفوا معهم في لحظة الحزن، لكن أين كان هذا الموقف؟ لماذا لم يذهب رئيس الجمهوريّة جوزيف عون ورئيس الحكومة نوّاف سلام إلى الجنوب ليشاركوا فرحة العائدين إلى قراهم المحرّرة؟ ولماذا لم يُشاركوا الجموع حزنها العميق في وداع هذا القائد الذي شكّل رمزيّة وطنيّة كبيرة؟
أين هو التحرّك الرسمي أمام الاعتـ ـداءات الإسرائيليّة المتكرّرة؟ لماذا لم يتمّ استدعاء السفيرة الأميركيّة ليزا جونسون والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو للتعبير عن غضب الدولة أمام الانتهاكات المتواصلة للعـ ـدوّ، وانتهاك طائراته للمجال الجوّي اللبناني فوق رؤوس المشيّعين في بيروت؟
الدولة يجب أن تكون أكثر من مجرّد قوانين على الورق، فهي تَفهم وجع شعبها، تشاركهم معاناتهم وتضمّهم إلى قلبها. إذا أردتم أن يأتي إليكم الناس، يجب أن تكونوا أنتم من تذهبون إليهم أوّلًا. فالقرار 1701 لن يعيدكم إلى الناس، بل أنتم من يجب أن تذهبوا إليهم وتعيدوا اللحمة.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top