“النموذج اللبناني” في غزّة

غزّة في ما بعد “اتفاق شرم الشيخ 2025″، سيكون الوضع فيها مشابهًا، للبنان في ما بعد “اتفاق 27 تشرين الثاني/نوفمير 2024”.

لا ضمانات حقيقيّة فعلًا للفلسطينيّين بأنّ نموذج لبنان لن يتكرّر معهم.

منذ أن أوفد دونالد ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر إلى اجتماع الحكومة الإسرائيليّة لإقناع وزراء نتنياهو بأنّ الاتفاق يضمن موقف إسرائيل، وإعلانه أمام الكنيست “انتصارها الذي لا يصدّق” وبأنّها “حقّقت كلّ ما يمكن من نصر بقوّة السلاح” وأنّ أميركا ستطبّق السلام من خلال القوّة”، والتقديرات هي أنّ غزّة لن تهنأ فعليًّا بسلام راسخ.

إسرائيل في لحظة تهدئة قسريّة لا أكثر، بانتظار استلام كلّ جثث قتلاها (الأسرى) الذين دفنتهم غاراتها تحت ركام غزّة. ثمّ ستعيد حساباتها.

بالأمس، لوّح وزير دفاع العدوّ كاتس قائلًا “إذا رفضت حمـ ـاس الالتزام بالاتفاق، فإنّ إسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتّحدة، ستستأنف القتال وستعمل على إلحاق الهزيمة الكاملة بحمـ ـاس، وتغيير الواقع في غزّة، وتحقيق كلّ أهداف الحرب”.

يلاقيه ترامب برغم تفهّمه للجهد الصعب أمام حمـ ـاس للعثور على جثامين الأسرى وانتشالها، قائلًا “نريد من حمـ ـاس أن تتخلّى عن سلاحها وقد وافقت على ذلك وإن لم تفعل فسنتولّى نحن الأمر”، مشيرًا إلى أنّه قد يسمح لنتنياهو، “باستئناف العمل العسكري إذا لم تلتزم حركة حمـ ـاس بجانبها من اتفاق وقف إطلاق النار”.

هذه نيّة عدوانيّة مؤجّلة قليلًا، برغم “احتفاليّة” ترامب في شرم الشيخ. والمنطق العسكري يفترض أنّها قد لا تكون حربًا واسعة وشاملة مثلما كان عليه الحال خلال العامين الماضيين، وإنّما على النموذج اللبناني: ذرائع إسرائيليّة حول مخازن سلاح؛ أو منع إعادة بناء البنى التحتيّة لحمـ ـاس؛ أو اغتيالات جوّيّة لقيادات من المقـ ـاومة؛ غارات محدّدة لضرب اجتماع أو تحرّك مشبوه بنظرهم؛ منع محاولات الإعمار في المناطق المحاذية للشريط الأمني القائم بفعل الأمر الواقع؛ بالإضافة طبعًا إلى أهميّة الاستمرار في ترهيب الناس؛ ومحاولات -بدأت بالفعل- لتقليب بعض القوى داخل المجتمع الفلسطيني كبعض العشائر أو جماعة أبو شباب، ضدّ حمـ ـاس.

العدوّ يرى في النموذج اللبناني القائم منذ 11 شهرًا، ما يبرّر سلوكه الإجرامي غدًا في غزّة.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top