في كلمته لمناسبة قرار واشنطن رفع العقوبات عن سوريا ولقائه مع الرئيس الأميركي ترامب في الرياض، وجّه الرئيس السوري المؤقّت الشرع/الجولاني التحيّة لزعماء الدول التي احتضنت وساهمت في الانتفاح على الحكم الجديد في دمشق وفي احتضان السوريين.
لكنّه “نسي”- أو تناسى- لبنان.
ذهب الرئيس السابق ميقاتي مبكرًا إلى دمشق. ذهب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مباركًا في وقت مبكر. ذهب الرئيس نوّاف سلام. عقد رئيس الجمهوريّة جوزاف عون لقاء مع الشرع في القاهرة. انضمّ لبنان الى آليّة إقليميّة تضمّ تركيا والأردن وسوريا/الجولاني والعراق، لمكافحة الإرهـ ـاب والتنسيق الأمني.
لكنّ الشرع/الجولاني أسقط لبنان من خطابه المتلفز.
قال الشرع: زرت الرياض قبل عدّة أشهر، والتقيت وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان، ووعدني ببذل ما في وسعه للسعي لإزالة العقوبات عن سوريا. ثمّ زرت الرئيس التركي أردوغان، الذي وقف مع الشعب السوري وتحمّل ودولته الكثير خلال 14 عامًا، واستضاف فيها ملايين.. ثمّ زارني وزرت (أمير قطر) الشيخ تميم بن حمد الذي صبر مع الشعب السوري بموقف يسجّله التاريخ.. ثمّ زرت (رئيس دولة الإمارات) الشيخ محمد بن زايد، الذي سارع بفتح أبواب الإمارات لإخوانه السوريّين…وكان أوّل من بارك لنا الملك (البحريني) حمد بن عيسى.. وكذلك أشقاؤنا في الكويت وسلطان عمان، ولا أنسى ملك الأردن عبد الله… وكذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي رأيت بعينيه حرصه على نهضة سوريا وإعمارها، وكذلك ليبيا والجزائر والمغرب والسودان والأشقّاء في اليمن السعيد، ورئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني، الذي أبدى رغبته في إعادة العلاقات السوريّة العراقيّة…ثم كان لقاؤنا بالرئيس ماكرون، الذي أبدى استعداده مبكرًا لرفع العقوبات عن سوريا، ومعه في ذلك أهم دول الاتحاد الأوروبي كألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، كما سارعت بريطانيا إلى رفع العقوبات عن سوريا الحبيبة.
ولم يذكر لبنان. لم تعد قائمة ربما بنظره مقولة “شعب واحد في بلدين”. ولم يتذكّر أنّ لبنان كان أكثر دولة عربيّة (ومجاورة) عانت من تداعيات الحـ ـرب السوريّة اقتصاديًّا وأمنيًّا وسياسيًّا وديموغرافيًّا، ولم يتنبه إلى أنّ التداخل العائلي والشعبي بين اللبنانيّين والسوريّين لا مثيل له في الوطن العربي كلّه.
من لبنان، نقول لك: سامحك الله!