التوتّر بين الهند وباكستان، ليس جديدًا، منذ أن ساهم المستعمرون البريطانيّون، في تفتيت ما كان يسمى “القارّة الهنديّة” أو “الهند الكبرى”، والتي صارت تضمّ بالإّضافة الى الهند، باكستان، بنغلاديش، نيبال، بوتان، سريلانكا وجزر المالديف.
لطالما اتسمت علاقات الهند وباكستان بالتوتّر والنزاع، وخصوصًا حول منطقة كشمير المتنازع عليها، لكنّ خلافاتهما أعمق من الصراع على أرض، وقد خاضتا حربين رئيسيّتين عامَي 1965 و1971.
امتلكت الهند سلاحها النووي الأوّل في العام 1974، وظلّت باكستان تعمل بسرّيّة لمجاراتها حتّى تحقّق لها ذلك في العام 1998، لتصبح الدولة السابعة التي تمتلك السلاح النووي، وأوّل دولة إسلاميّة.
هذا ليس تفصيلًا بسيطًا. جارتان منقسمتان، متصارعتان دينيًّا وعرقيًّا، ونوويّتان، لم يعد خبرًا سارًّا منذ تلك اللحظة. صحيح أنّ البلدين لم يستخدما السلاح النووي، لكنّ تجذّر الخلاف بينهما يبقي التوتّر والمخاوف قائمة بقوّة، برغم عدم انخراطهما في سباق نووي واضح، فيما يبدو أنّ هذه الحالة الدقيقة خلقت بينهما وضع “الردع الاستراتيجي” المتبادل.
تساهم علاقات “إسرائيل” المتنامية مع الهند، خصوصًا مع القوميّين الهندوس الحاكمين، في إضافة جرعات من التوتّر في شبه القارّة الهنديّة، لأنّ باكستان ترى في ذلك تهديدًا خطيرًا لوجودها. لكنّ الهند في الوقت نفسه، تضع “الخطر الصيني” كتهديد رئيسي لها، وليس باكستان، أقلّه بشكل رسمي.
التوتّر الجديد حول كشمير مخيف، لحقيقة بسيطة هي أنّه من المعتقد أنّ باكستان تستحوذ على نحو 100 رأس نووي، والهند على 160 رأسًا نوويًّا. هذا “توازن رعب” لا يمكن تجاهله.
مصير العالم قد يكون رهينة متعصّب هندوسي في نيودلهي أو متعصّب إسلامي في إسلام اباد. هذا سيناريو لنهاية البشرية.