عدد من الغارات التي استهدفت البقاع الأوسط في اليومين الماضيين، تطرح علامات استفهام عديدة حول أبعادِها وأهدافها.
“الإسرائيلي” يعترف بأنّه مأزوم -قبل أن يعترف بذلك بعض خصوم المقاومة في لبنان والمنطقة- وهو ما زال في إطار البحث عن انتصارٍ ما يعوّض به ما يُمنى به من خسارات في غزّة والجنوب، ومؤخّرًا، في الضفّة.
الرسالة الأولى التي يريد العدو إيصالها من غاراته على البقاع هي جعل فكرة الغارات والاستهدافات اليوميّة على المناطق اللبنانية أمرًا طبيعيًّا (التطبيع)، وبالتالي، محاولة تأليب بيئة المقاومة عليها خصوصًا وأنّ ردّها على اغتيال الشهيد فؤاد شكر لم يتمّ بعد، وهي مادة بالطبع للعدوّ ولخصومه.
من أسباب الغارات أيضًا محاولة الإيحاء بأنّ العدو يعرف ماذا يستهدف (مخازن، قياديين…) في حين أنّه من الممكن ألّا يملك تفاصيل حقيقية وكافية عن أهدافه -وهو المُرجّح-
استشراس العدوّ للإيحاء بأنّ المقاومة حتّى وإن ردّت فإنّه سيُصعّد لمحاولة موازنة القوى من جديد، بعد ما عاشه من كسر صورة الجيش والاستخبارات “التي لا تُقهر” منذ 7 أكتوبر حتّى اليوم.