ما علاقة الوزير “القوّاتي” يوسف رجي بالاجتماع الثالث للجنة المشتركة السعوديّة –الإيرانيّة- الصينيّة الذي انعقد في طهران الثلاثاء؟
لا شيء. وكلّ شيء.
لا شيء لأنّ الوزير “القوّاتي” وكما يقول منتقدوه، يتعامل مع حقيبة الخارجيّة كما لو أنّها ملكيّة حزبيّة، وبالتالي يتعامل مع إيران والعلاقة معها، من منظور حزبي ضيّق. مؤخّرًا نقلت “ام تي في” عنه قوله إنّه تلقّى دعوة من نظيره الإيراني عراقجي، لكنّ “الظروف الحاليّة لا تسمح بأن يتمّ هذا اللقاء في إيران، وبالتالي لن ألبّي الدعوة، إلا أنّني مستعدّ للتواصل معه من أجل اللقاء في بلد آخر”.
وهي “كلّ شيء”، لأنّ تفاهم إيران والسعودية، اللاعبين الإقليميين الكبيرين، مجدّدًا برعاية الصين اللاعب الدولي المتنامي النفوذ، وتناولهما قضيّة لبنان خلال اللقاء المنعقد في طهران، يعني أنّ باب التفاهم بين طهران والرياض مفتوح، إلّا أنّ الوزير “القوّاتي” لم يلتقط الإشارة مجدّدًا.
اجتماع طهران جرى بمشاركة مجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجيّة الإيراني للشؤون السياسيّة، ووليد الخريجي نائب وزير الخارجيّة السعودي، ومياو دي يو نائب وزير الخارجيّة الصيني، وقد أكّد المشاركون على الالتزام بتفاهمات اتفاق بكين للعام 2023 بين السعوديّين والإيرانيّين، وأشاروا الى أهمّيّة اللقاءات بين كبار المسؤولين في السعودية وإيران، “خاصّة في ظلّ التوتّرات والتصعيد الراهن بالمنطقة، الذي يهدّد أمنها وأمن العالم”.
لبنان خارج أجندة الاهتمامات، لأسباب عدّة، لكن من بينها بالتأكيد عدم فعاليّة الدبلوماسيّة اللبنانيّة. أن تهتم الرياض وطهران وبكين بإطلاق موقف حول لبنان، يعني أنّ “الوزير القوّاتي” يجب أن يعيد رؤيته الاستراتيجيّة.. إن وجدت.
في نصّ بيان اجتماع طهران التالي: “تدعو الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كلّ من فلسطين ولبنان وسوريا، مُدينةً أعمال العدوان والانتهاك لسلامة أراضي الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة”.
اللقاء يعزّز التقارب السعودي-الإيراني برعاية صينية. الموقف المشترك من العدوان على الدول العربيّة الثلاث، نقطة إضافيّة للتلاقي بين الرياض وطهران، ويعزّز الموقف السعودي في النأي بالنفس-حتّى الآن- عن مسار الاتفاقات الإبراهيميّة التي تراهن على تنازلت كبرى لصالح إسرائيل، حتّى قبل نيل الفلسطينيّين أيّ من حقوقهم.
السؤال، كيف يمكن ترجمة التفاهم السعودي-الإيراني لبنانيًّا؟ هل لوزير الخارجيّة “القوّاتي” حسابات أخرى؟ هل حسابات مصلحة لبنان موضوعة كلّها في سلّة “الوسطاء” الأميركيّين فقط؟








