ترهيب الإعلاميّين: أذا سألت … فصلوك

غابرييل نونزياتي. هذا الاسم يفضح السرديّة الغربيّة حول الحرّيّات ومبادئها.

عندما يتعلّق الأمر بانتقاد الغرب، أو إسرائيل، فإنّ الحرّيّات تصبح مثار جدل.

جوَّعت إسرائيل وحاصرت وقتـ ـلت عشرات الصحافيّين في غزّة. تعاطف الجسم الإعلامي العالمي بشكل عام مع الفلسطينيّين، لكنّ العديد من المؤسّسات ووسائل الإعلام ظلّت تحاول ادعاء “المهنيّة” والتوازن، في تعاملها مع دم الفلسطينيّين، وفي توصيف السلوك الإسرائيلي الإجرامي.

وعندما سأل غابرييل نونزياتي، سؤالًا محرجًا لمسؤولة أوروبّيّة بارزة، أُقيل من وظيفته.

قصّة غابرييل نونزياتي تحكي الكثير منذ أن سأل المتحدّثة الرسميّة باسم المفوّضيّة الأوروبيّة باولا بينهو في بروكسل، قائلًا “لقد كرّرتِ عدّة مرّات أنّ روسيا يجب أن تدفع تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا، هل تعتقدين أنّ إسرائيل يجب أن تدفع تكاليف إعادة إعمار غزّة، بما أنّها دمّرت تقريبًا جميع الشوارع والبنية التحتيّة المدنيّة؟”.

وردّت بينهو في المؤتمر الصحافي: “هذا سؤال مثير للاهتمام بالتأكيد، لكنّني لا أستطيع التعليق عليه في هذه المرحلة”.

سؤال غابرييل نونزياتي، بديهي وطبيعي. لكنّه تلقّى إخطارًا بخسارة وظيفته بعد شهر واحد فقط من تولّيه مهمّة مراسل وكالة أنباء “نوفا” الإيطاليّة في بروكسل.

المتحدّث باسم “نوفا” اعتبر أنّ السؤال الذي طرحه غابرييل نونزياتي حول غزّة، كان “غير صحيح من الناحية الفنّيّة”، لأنّ روسيا غزت دولة ذات سيادة دون استفزاز، في حين أنّ “إسرائيل كانت تردّ على هجوم”.

سؤال غابرييل نونزياتي منطقي. وهذا جزء من عمل الصحافي، أيّ صحافي، بأن يطرح أسئلة صعبة على المسؤولين. معاقبته بهذا الشكل، ستجعل كلّ صحافي غربي يتردد مرارًا في المرّات المقبلة كلّما حاول مواجهة مسؤول بسؤال قاسٍ، خصوصًا إذا كان يتعلّق بالكيان الإسرائيلي وإجرامه.

القصّة أكبر وأخطر، من غابرييل نونزياتي.

أخر المقالات

اقرأ المزيد

Scroll to Top