الأرقام لا تكذب. الأرقام تقول أمورًا لا تعلن عمّا يدور في عالمنا. خلف كلّ مشاهد النزاعات والصراعات والحـ ـروب والأزمات، هناك حقيقة بسيطة: أصحاب المليارات يتزايدون والهوّة تتفاقم بين الأثرياء والفقراء.
أصحاب المليارات في دول “مجموعة الـ20” التي تضمّ الاقتصادات الكبرى، حقّقوا خلال العام الماضي أرباحًا بلغت 2.2 تريليون دولار، وهو مبلغ يكفي لانتشال كلّ فقراء العالم من براثن الفقر.
ارتفعت ثروات أصحاب المليارات في هذه الدول، لتصل إلى 15.6 تريليون دولار، بعدما أضافوا إليها 2.2 تريليون دولار، وهي أرباح بإمكانها أن تنتشل 3.8 مليار إنسان، من تحت خطّ الفقر (تبلغ كلفة ذلك 1.65 تريليون دولار سنويًّا).
هذه أرقام منظّمة “أوكسفام” الإنسانيّة، لمناسبة اقتراب موعد قمّة مجموعة الـ20 التي ستُعقد في جوهانسبورغ، حيث دعت المنظّمة قادة المجموعة إلى معالجة التفاوت الهائل في الثروة العالميّة وأعباء الديون التي تعاني منها البلدان النامية، لكنّها تتّهم الولايات المتّحدة تحديدًا بأنّها تتبع سياسات “مدمّرة” من خلال حـ ـروب تعرفاتها الجمركيّة وتخفيض المساعدات الخارجيّة المنقذة للحياة حول العالم.
وهناك 3.4 مليار شخص يعيشون في دول تنفق على سداد فوائد الديون أكثر ممّا تنفق على التعليم أو الصّحة.
أفريقيا، القارّة الأكثر تعرّضًا للاستعمار والنهب، هي الأكثر تعرّضًا لانعدام المساواة من أيّ مكان آخر في العالم، حيث إنّ 4 أشخاص من أغنى أصحاب المليارات الأفارقة باتوا يملكون معًا ثروة تبلغ 57.4 مليار دولار، وهو ما يزيد عن الثروة الإجماليّة لأكثر من 750 مليون شخص في أفريقيا، أي نحو نصف سكّان القارّة.
في العام 2024، ارتفعت ثروات المليارديرات إلى 13.4 تريليون دولار بزيادة سنويّة قدرها 10.3% مقارنة بالعام السابق، وهو أعلى مستوى عرفه العالم. وقد بلغ عدد المليارديرات حول العالم 3508 أشخاص، الأميركيّون منهم 1135 مليارديرًا، أي نحو ثلث الإجمالي العالمي، وتبلغ القيمة الإجماليّة لثروات المليارديرين الأميركيّين 5.7 تريليونات دولار، ما يمثّل 43% من الثروة المجمّعة للمليارديرات حول العالم.
تَرَكّز الثروات في أيدي الأقلّيّة، وتفاوت الهوّة بين الدول والأفراد، مردّه كلّه بشكل أساسي إلى تحوّل القوّة الاقتصادية نحو الشركات التقنيّة والذكاء الصناعي الكبرى التي أصبحت تنتج الثروة وتحتكرها.








